
في أعقاب حرب الأيام الستة في حزيران/يونيو 1967، قام الجيش الإسرائيلي بتهجير سكان حارة المغاربة في القدس وهدمها لفسح المجال أمام إقامة ساحة واسعة تمتد اليوم إلى موقع حائط المبكى (حائط البراق). وبقي هذا الحدث فترة طويلة في طي الكتمان. ولأول مرة، يروي فنسان لومير هذه العملية المخطط لها، ورحلة نزوح السكان، وكذلك تاريخ هذه الحارة التي أسسها صلاح الدين الأيوبي سنة 1187 لاستقبال الزوار المسلمين الآتين من المغرب العربي.
ولإعادة إحياء ذكرى هذه الحارة التي تعرضت للمحو، ينطلق المؤلف في رحلة البحث عن وثائق مبعثرة، بدءاً بأرشيف المؤسسات الإسلامية في القدس، وصولاً إلى أرشيف الصليب الأحمر في جنيف، مروراً بالأرشيف العثماني في إستانبول، وشهادات السكان، والحفريات الأثرية التي كشفت مؤخراً عن القطع والأواني المنزلية التي دُفنت خلال عملية الهدم.
وفي الوقت الذي عادت المدينة المقدسة إلى قلب التوترات الجيوسياسية التي تهز المنطقة، يقدم هذا الكتاب إطلالة لا مثيل لها للارتقاء بفهمنا فيما يخص القدس.